بقلم/ حسام البهيشي
طارق صالح ليس مقدس ولا يختلف عن النماذج السياسية اليمنية سوا أنه نشأ في اطار المؤسسة والنظام، ورضع حليب الجمهورية، اكثر من غيره، وليس لديه توجه فكري معين، فهو بفكر معتدل ووسطي، لا يحمل الكراهية لمعارض ولا يقوم بتعبئة اتباعه بهذا الشكل, يقدم الجمهورية ومصالحها على الجميع ويغرس الولاء لها قبل كل ولاء ..
لذلك نجد طارق كقوة مختلف عن بقية القوى السياسة الأخرى من حيث الفكر، و من حيث الولاء، و من حيث الطموحات. طارق اظهر للجندي حجمه المهمش في بقية الكيانات السياسة، للعلم قداستة، وللنشيد الوطني مشاعر وطنية يتأثر بها الجميع، خرج طارق من صنعاء بطريقة غامضة حافي القدمين او ربما كان يرتدي حذاءه العسكري، خرج من صنعاء وحيدا، بينما الكل يفتش عنه في زقاقات صنعاء لإيجاده،
حتى وصل إلى عدن، لم يستغرق طارق فترة طويلة حتى يعود الى السلك العسكري، ما هي إلا بضع اشهر حتى شكل طارق قوة من الموالين اليه القادمين من الشمال والجنوب معا غير مفرقا بين الانتماء او الطائفة ..او المدينة ..
تعرض طارق في البداية إلى حملات شرسة من معارضيه وكانت تصرفاته تحت المجهر، شككوا فيه كثيراً، وخرج لهم من بين شكوكهم بالحقيقة التي لا شك في ولائها للوطن،
في لحظة كنا ننتظر الاصطفاف الوطني بقى البعض من الذين لهم مصالح منعدم ظهور الرجل شاهرين حقدهم واختلافهم،وكل مطامعهم السياسية، بينما لم نرى من طارق إلا الثبات، وقلب الوطن المتشظي، في رجل واحد ..
يعاب طارق انه محسوب على الإمارات, بالرغم من ان كل جهه محسوب على جهة او دولة.
ولا ادري كيف يحدث ذلك والله ..كنت امقت طارق كثيرا وأميل للطرف الاخر وأرى بهم قضية جذورها عميقة وتستشري في اقطار عربية مختلفة، كان يستوقفني كثيرا تعرض هذا البعض لتضيق والتنكيل في كل مكان ..لكن تلك الجذور ظهرت بعد فترة انها لا تختلف عن أي سلطة دكتاتورية،
لست واقعا في غرام طارق ايضا .. لكنني خرجت عن فكرتي السابقة عنه لفكرة اكثر إعتدال وإنصاف.. بعد ان خدعت بالكثير من التدليس والتشويهات التي يقوم بها البعض بحق من يعارض مصالحهم ..
