مذيع يعمل في بيع القات

مذيع يعمل في بيع القات
المؤلف A
تاريخ النشر
آخر تحديث


 تداول ناشطوا مواقع التواصل الاجتماعي صورة لاحد المذيعين اليمنيين وهو يعمل في بيع القات بعد ان ضاقت به السبل للحصول على لقمة العيش .من اهم المعلقين على الاعلامي صدام حسن.هو الطيار مقبل الكوماني الذي عمل هو ايضا في بيع القات بعد ان دخلت مليشيات الحوثي.صنعاء وعطلت كل شي في البلاد. 

رسالة كتبها الطيار مقبل الكوماني 


 [لست وحدك، ولست الأول والأخير من يعاني الصدمة يا صدام حسن، البلاد كلها مع شعبها تعاني الصدمة وتعاني أزمة الضمير والإنسانية .


والآن دعني أخبرك بالأهم يا صدام :


في البداية العمل ليس عيبآ أيآ كان نوعه يا صدام، بل هو شرف لمن يمارسه، لأنه إنتزاع للقمة الحياة في مجتمع خالي من أدنى مقومات الحياة كمجتمعنا ، بالأمس القريب كنت أقف في نفس موقفك هذا وعملك هذا، كنت جادا ومضطرا لإنتزاع الحياة في محيط يحتويه ويحفه الموت من كل جانب ، رغم بعض الألسن والأنفس المأزومة التي همزت ولمزت، فمنها من قال بأني أبحث عن بروباجاندا إعلامية ، ومنها من قال أني أسعى لأمر آخر لا شيئ منه سوى لفت الرأي العام إلى س أو ص، تمامآ كما يهمزون ويلمزون اليوم عنك، لكن الشيئ الإيجابي في الأمر هم السواد الاعظم والأصدق من أبناء الشعب الذين رأوا واقع البلاد المرير بعد إنقطاع المرتبات وإنعدام الحياة وعرفوا أن الموضوع ليس أكثر من البحث عن لقمة العيش بكل عزة وعفاف.. دون النظر الى عملي السابق كطيار وهو ما أثار دهشتهم وصدمتهم.


والان دعني أكمل كلامي : كل منا خُلِق لما خلق له، وهذه سنة الله وحكمته في خلقه، فليس كل من يريد أن يصبح طبيبا يكون كذلك.. وعلى هذا قِس... أنت إعلامي مرموق ومميز ومفوّه، حلمت وسعيت ودرست لتقف خلف الكاميرات، ووصلت إلى ذلك، لكن الزمن والوضع والمحيط خانوك اليوم وجعلوك تقف في مكان ليس بمكانك، بالأمس وأنا أقف في مكانك الذي تقف فيه اليوم "كمقوّت" حاولت أن أخلع شخصيتي وعملي كطيار سابق وأن ألبس بدلا عنها شخصية عملي الجديد كمقوت بكل إتقان وجدارة وإخلاص، لكني فشلت .. كان الموسم صيفا تمامآ مثل هذه الأيام وكان القات "بورة". لا أخفيك أنني وخاصة بعد تلك الضجة الإعلامية التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عني بصورة صدمت الجميع أنه كيف طيار يعمل مقوت.. حاولت إقتناص تلك الضجة فيما يخدم عملي الجديد كمقوت ويزيد من ربحي وضماري، وبالفعل قمت بكتابة بوست حددت فيه عنوان سوق القات الذي أقوت فيه، وعملت خصم خاص لمتابعي وأصدقاء صفحتي، وبالفعل نجحت الخطة لدرجة أن بعض موالعتي كان يدفع قيمة العلاقية أضعافا مضاعفة عن الثمن الذي أخبره به.. وذلك من باب التضامن معي... أستمر الحال على هذا المنوال ثلاثة أيام لا أكثر.. في اليوم الرابع بدأت حكاية الفانز ومحبي السيلفي مع "الطيار المقوت". وعينك ما تشوف الا النور.. يدخل الزبون الأول والثاني والثالث والرابع... مباشرة أين الطيار المقوت مقبل؟ فأرفع يدي مباشرة مثل أذكى طفل في صف رابع يعرف الإجابة على سؤال المدرس قائلا : أنا أنا.. مردفا اليوم معي احلى قات وبسعر حلو ومخورج لأحلى فانز ومتابعين.، وبينما أنا أطأطأ رأسي لفتح العلاقية وكشف وإظهار مفاتنها للزبون المولعي، اتفاجأ به مباشرة يقول لي وهو يمسك تلفونه بكامل إمتداد يده وبزاوية ٤٥ درجة للأعلى ويده الأخرى تحيط بعنقي : ممكن سيلفي يا كابتن مقوت،؟ إبتسم إبتسم.. فأرسم فورا أحلى إبتسامة على محياي حتى يبتسم جميع مقاوتة السوق قائلا بداخلي "أتحدااااك يا الزبون البطل والمنغنغ" اكيد بعد هذه الابتسامة سوف ينفل كل ما في جيبه من فلوس قيمة قاتي.. وخاصة بعد السيلفي..


ولكن للأسف خابت ظنوني.. فبعد كل سيلفي كنت أجد الزبون يعطف تلفونه داخل جيبه ويقول لي : أي خدمة يا كابتن؟ فرصة سعيدة والله يكفي اني تعرفت عليك !! فأرد : طيب والقات ما عتتعرفش عليه، رخيص ومخورج ؟ فيقول لا والله : باروح وارجع !! تروح فين يا تييييت... ؟طيب حق الابتسامة والسيلفي؟ برضو مفيييش..!!


وهكذا دواليك يا صدام..مكنوني سيلفي وراء سيلفي.. ويبقى القات مبور في حجفي... يوم مراسلين قنوات وصحفيين ويوم اعلاميين يتصلوا :كابتن مقبل معك فلان من صحيفة كذا أو قناة كذا؟ ، فأرد ايش تشتوا؟ فيقولوا شرح موجز عن معاناتك ياكابتن وما هو السبب اللي خلاك تبيع قات وكيف وللمه وليش...؟؟، فكنت ارد عليهم طيب والقات والضمار ذي عيقرح من تحت روسكم كيف؟ فيقولوا مالناش دخل اعذرنا يا كابتن ما نخزنش!! ماعدا اعلامي واحد تابع لبي بي سي،حيث كان صديق قديم لي، هو الوحيد الذي رسل قيمة التخزينة حقه من مصر وقال اخزن بدله... شفت كيف على زبون عرطة..!!


الخلاصة قرح الضمار في أسبوعين، وبائت التجربة بالفشل يا صدام، فرجعت البيت كي أعتكف من جديد وأنا أصرخ في أعماقي بالحقيقة قائلا :" لم أُخلق لهذا... لم أخلق لهذا " ... لذا قلت لك أن كل واحد منا خلق لما خلق له... وهذا ما لا أتمناه لك بأن تنطبق أحداثه عليك كما حصل معي يا صدام ..... الله لا قال.


ختاما : هي كلمات من القلب إلى القلب يا صدام، كما هي من زميل سابق خاض نفس التخصص والعمل والتجربة :


أولا /أنت شخص حقيقي وصادق ، كما أن الحقيقة والواقع المؤلم هم من أخرجوك لهذا العمل الذي لا تشبهه ولا يشبهك، ولكنك خرجت فقط لإنتزاع الحياة دون أن تنتظر مد يد العون من أحد ، وهذا شرف وفخر لك وليس عيبآ ، ولكن أن تكون حقيقياً يا صدام في مجتمع كاذب لا أحد يظهر فيه على حقيقته... فهذا مُكلف جداً يا صديقي ..


ثانيا /عندما يظلمك أحد، ويخونك الزمان والوقت، وأنت لا تستطيع الدفاع عن نفسك، وتقاوم من أجل البقاء، وتصل للحد الذي لا تعرف فيه كيف تصف وجعك ومعاناتك لأحد، فأعلم علم اليقين أن الله سيغير قوانين الدنيا كلها من أجلك.


لينصفك..... ويرضيك.... ويعوضك.]


ورسالة اخرى كتبها الوزير صالح سميع-

‏سيكتب التأريخ في قادمات أيامه أن الإعلامي اللامع : صدام حسن صار (مقوتاً ) في زمن عبده الحوثي ومن ورائه ملالي طهران 
‏سجل يا تأريخ واشهد يا زمن 
‏أنا حزيييييين


تعليقات

عدد التعليقات : 0