حقيقة علي محسن الاحمر

حقيقة علي محسن الاحمر
المؤلف A
تاريخ النشر
آخر تحديث

 علي محسن صالح الجنرال الأوفى للجمهورية المخذول ممن حوله والجمهور 



بقلم / مانع سليمان


وأنا اتصفح التويتر لفت انتباهي حذف الفريق اول ركن علي محسن صالح لصفة نائب رئيس الجمهورية اليمنية من حسابه الشخصي ، أمر مبهر ورائع ينم عن ملكة قيادية مسئولة يعيش بها الجنرال الأحمر .


الجنرال علي محسن صالح ، ذو الشخصية العسكرية الصلبة المثيرة جدا للجدل في الأوساط السياسية والعسكرية ، أعتبره الشخصية العسكرية الأكثر ولاء ووفاء وفداء للجمهورية وتمسكاً ودفاعاً عنها .


انتقدته في مواطن ودافعت عنه بمواطن أخرى ، ولم أتمكن من الكتابة عنه وانصافه في اللحظات التي كان فيها ذا منصب عالي وجاه يضرب صيته الأرض ، الآن وبعد أن غادر الرجل منصبه الرفيع ، وتخلى عنه من عاشوا على فضل موائده وأعطياته ، وتحولوا الى سياطا تنتظر الصارف لتنال من شخصيته وتاريخه ، أحب أن أتحدث عنه بما لمسته وقرأته في مسيرته .


غادر علي محسن الأحمر عن منصبه بقرار جمهوري كما وصل اليه بقرار جمهوري كذلك ، يحسب للجنرال علي محسن صالح انضباطه المطلق بالنظام الجمهوري وقرارات دولته ، وتحيزه المطلق للشعب وصيحاته أكثر من تعصبه للأسرة والنخبة السياسية والحزب ، وذلك واضح من مسيرته العسكرية والقيادية في الدولة ، وصل لجميع مناصبه عبر الأطر القانونية للجمهورية وغادرها عبر الأطر القانونية للجمهورية كذلك .


الجنرال علي محسن صالح كان متميز كقائد عسكري ناجح في الادارة والميدان ، يجمع ولا يفرق ، الضبط والربط العسكري هو الذي يعنيه ، لم تكن القرابات تؤثر في قيادته أو ادارته ، لذلك يغادر علي محسن صالح قيادة الدولة ونحن لم نشاهد أبناءه وهم يزاحمون قيادات اليمن بالمناصب التي ورثوها منه كما الحال الشائع لمن سواه ، ربما انه الجنرال الأكثر حضورا في كل المشاهد السياسية والعسكرية الذي لم نرى ولم نسمع لأي من أبنائه أي حضور سياسي أو عسكري على الاطلاق .


لقد ظلم الجنرال من قبل منافسيه ، وتعرض لتشويه مبتذل كان الهدف من ذلك ازاحته من المشهد لترك فراغا لأقارب وأبناء طامحين ، كما أنه ظلم من قبل الذين عاشوا حوله كرفاق أو كوادر ادارة تخصه ، وذلك من خلال استهداف كل الكوادر الأوفياء الأقوياء الذين كان لهم به ارتباطات عسكرية وسياسية بالمضايقة بل والوشايات المغرضة التي تنتج قطيعة بينه وبينهم ، لكي يبقى ضعاف النفوس ممن سعوا الى الاستئثار بما كان تحت تصرفه الكريم من ثروة ، وخلقوا له مشاكل كبيرة مع أخلص رجاله وأوفاهم .


أولئك الذين أئتمنهم ليكونوا طاقمه الإداري تعاملوا مع حلم وكرم وسعة صدر الجنرال علي محسن بلؤم وانعدام ضمير ، ولم يتعاملوا معه كجنرال تهتز لهزته اليمن ، وانما تعاملوا معه كصراف الي يستنزفونه لمشاريعهم الصغيرة والدنيئة الخاصة بهم ، والتي حسبت فيما بعد على الجنرال وأصبحت أهم نقاط الضعف التي ينفذ من خلالها حاسدوه من منافسيه وخصومه الذين همهم الشاغل التشويه به ، كان طاقمه الاداري المكتض باللؤم والخيانة وعدم الوفاء غير آبهين بالنتائج الكارثية التي أنتجتها تصرفاتهم لذلك كانوا يستمرئون خط اللؤم والخيانة الذي سلكوه غير مبالين بشيئ ، قدموا له الضعفاء كأقويا ، ورشحوا لمعاليه الخونة كأوفياء ، وأحاطوه بالأغبياء كأذكياء ، وجمعوا له لفيفا من المرتجفين كفدائيين لا يمكنه أن يجد لهم مثيل ، بينما الأقويا والأوفياء والأذكياء والنجباء تم الفصل بينه وبينهم من قبل طاقمه اللئيم للأسف ، لذلك يخرج من المشهد بجلبة من السخط الذي أكثر من يبديه عليه رجال كانوا أوفياء معه .


اليوم القائد الأوفى حتى مع من نالوا منه الجنرال العظيم علي محسن صالح يغادر الساحة العسكرية والسياسية نظيفاً من الخيانة للجمهورية ، وبالنسبة الي فدفاعه المستميت عن الجمهورية وتفانيه في الذود عنها وعدم مصافحته للإماميين في كل المنعطفات العسكرية يكفيني لأن أقول له : تعظيم سلام أيها القائد وان كان ثمة خذلان تعرضت له فانه ممن قربتهم منك ، لم يبادلونك الوفاء بالوفاء ولا الاخلاص لهم بالفداء .


كتبت هذا بعد رحيلك أيها القائد وأخرته الى اليوم كي لا يقول لك من حولك من اللؤماء بأني أكتبه طمعاً بقرار أرجوه من سلطتك ، أخرت هذا الى اليوم لتعلم أن الوفاء في الرجال لا تصنعه تراكم الحوالات ولا تجذره في الرجال القرارات التي يأخذونها لتنصيبهم سلطة أو تمليكهم ثروة .

تعليقات

عدد التعليقات : 0