ما لا تعرفه عن الطائفة الدرزية: ديانة بين السرّانية والخصوصية

ما لا تعرفه عن الطائفة الدرزية: ديانة بين السرّانية والخصوصية
المؤلف A
تاريخ النشر
آخر تحديث

ما لا تعرفه عن الطائفة الدرزية: ديانة بين السرّانية والخصوصية



تُعد الطائفة الدرزية واحدة من الطوائف الدينية التي تثير فضول الكثيرين نظرًا لخصوصية معتقداتها وغموض شعائرها الدينية. وعلى الرغم من كونها طائفة عربية منتشرة في بعض دول المشرق العربي، مثل لبنان وسوريا وفلسطين، فإن التفاصيل المتعلقة بعقيدتها وطقوسها الدينية ما تزال غير معروفة للكثيرين، بسبب طابع السرّية الذي يغلّف هذه الديانة.

الطقوس الدينية

لا يلتزم الدروز بأداء الصلوات الإسلامية الخمس في أوقاتها المعروفة، ولا يؤدونها في المساجد أو بشكل جماعي، بل يُعرف عنهم أنهم يصلّون بشكل فردي وفي أماكن مفتوحة. كما أنهم لا يجهرون بقراءة القرآن، ويكتفون بقراءته سرًّا – كما يُقال – خلال صلواتهم الخاصة.

أما عن الصوم، فالدروز لا يصومون شهر رمضان، ولا يحتفلون بعيد الفطر، نظرًا لعدم التزامهم بصيامه من الأساس. وبدلًا من ذلك، يحتفلون بعيدين فقط هما: عيد الأضحى وعيد النبي شعيب، الذي يُعد أحد الرموز الدينية المهمة لديهم.

الزواج والطلاق

من أبرز سمات الطائفة الدرزية التزامهم الشديد بعدم الزواج من خارج الطائفة، إذ يُمنع بشكل صارم التزاوج بين الدروز وغيرهم. كما أن الطلاق لديهم يُسمح به لمرة واحدة فقط، ولا يمكن للمرأة المطلقة العودة إلى زوجها السابق تحت أي ظرف، في تقليد يختلف عن كثير من المذاهب الإسلامية الأخرى.

تناسخ الأرواح

من المعتقدات الجوهرية لدى الدروز إيمانهم بـ"تناسخ الأرواح"، أي أن روح الإنسان بعد موته تنتقل إلى جسد إنسان آخر، ليواصل الحياة بروح واحدة عبر أجساد متعددة. وهذا المفهوم يُعد من أبرز النقاط التي تميّز عقيدتهم عن غيرها من الأديان السماوية.

الكتب والمراجع الدينية

رغم اعتراف الدروز بالقرآن الكريم كأحد مصادرهم الدينية، إلا أنهم يعتمدون كذلك على مجموعة من الكتب السرّية التي لا تُتاح لعامة أفراد الطائفة. هذه الكتب تُخصّص فقط لطبقة خاصة من المشايخ يُطلق عليهم "العقلاء"، بينما يُسمّى باقي أفراد الطائفة بـ"الجهّال" – وهو مصطلح لا يُقصد به الإهانة، بل للدلالة على عدم اطلاعهم على أسرار الدين.

السرّية في ممارسة الشعائر

تُعد السرّية من السمات البارزة في الدين الدرزي. فالشعائر الدينية لا تُمارس علنًا، بل تُؤدى في الخفاء، ولا يُسمح لجميع أفراد الطائفة بالمشاركة فيها. فقط "العقلاء" الذين يلتزمون بشروط صارمة – منها إطلاق اللحية والوصول إلى عمر معيّن – يُسمح لهم بالاطلاع على الكتب والممارسات الدينية. ويتم ذلك بعد أداء قسم وتعهد بعدم إفشاء أسرار العقيدة.

تعريف مبهم للهوية الدينية

عند سؤال أحد أبناء الطائفة الدرزية عن ديانته، يجيب عادة: "نحن موحدون". وإن حاول السائل الاستيضاح، يسمع إجابة مختصرة: "نحن نؤمن بالنبي محمد والنبي شعيب، ونقرأ القرآن، ولكن لدينا معتقدات خاصة لا نُفصح عنها للجميع". ويُغلق باب النقاش بهذا الشكل، مما يعزز الصورة الغامضة لهذه الديانة الفريدة.


خلاصة

الدروز طائفة دينية تحمل في طياتها الكثير من الخصوصية، التي جعلت منها موضوعًا مثيرًا للاهتمام والنقاش. وبين ما يُقال عنهم، وما يُمارس في السر، تبقى الطائفة الدرزية مثالًا على التنوع الديني والثقافي في المنطقة العربية، وإن بقيت ديانتهم منغلقة على نفسها، يصعب على غير أتباعها فهم تفاصيلها.

تعليقات

عدد التعليقات : 0