محمد العاطفي: رجل الصواريخ الذي لم يتخلَّ عنه الحوثي رغم تغيّر الحكومات.
منذ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في عام 2014، قام عبدالملك الحوثي بتغيير أربع حكومات متتالية، أطاح خلالها بجميع الوزراء وأعاد تشكيل الوزارات بالكامل. ورغم هذه التغييرات الواسعة، ظل اللواء محمد ناصر العاطفي في موقعه دون أن يمسه أي تعديل، ما أثار تساؤلات حول سر تمسك الحوثي به.
🧩 لماذا يتمسّك الحوثي بمحمد العاطفي؟
يبدو غريبًا أن يُبقي عبدالملك الحوثي على العاطفي، رغم امتلاكه شخصيات عسكرية بارزة مثل عبدالخالق الحوثي (الغماري)، قائد الفصائل المسلحة والكتائب، الذي عُيّن لاحقًا رئيسًا لهيئة الأركان العامة، أو حتى يوسف المداني المعروف بولائه الكامل للجماعة. فلماذا ظل العاطفي استثناءً؟
الجواب ليس له علاقة بالجغرافيا أو الانتماء القبلي، فالعاطفي ينتمي لمنطقة خولان، لكنه لم يُحمَ بناءً على منطق مناطقي. السر يكمن في شيء آخر تمامًا: الكفاءة العسكرية النادرة.
🚀 العاطفي.. عبقرية الصواريخ في الجيش اليمني
يُعتبر محمد ناصر العاطفي أحد أبرز العقول العسكرية في اليمن، خصوصًا في مجال الصواريخ الباليستية. وقد سبَق جيله بالكامل في هذا المجال، لدرجة أن اسمه بات مرجعًا تدريسيًا داخل المؤسسات العسكرية.
لنلقِ نظرة على أبرز ملامح مسيرته:
🧾 المؤهلات العسكرية:
- حاصل على جميع الشهادات العسكرية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه).
- تخرّج من دورات قادة كتائب وألوية.
- خبير في أنظمة الصواريخ بعيدة المدى والدقة العالية.
🛠️ إنجازاته الميدانية:
- أعاد بناء لواء إسكود بعد حرب 1994.
- أعاد تشكيل مجموعات الصواريخ اليمنية.
- تولى مواقع حساسة منها:
- قائد بطاريات صواريخ "توشكا" أرض-أرض.
- رئيس عمليات كتيبة صواريخ "توشكا".
- أركان حرب كتيبة وكتائب "إسكود".
- قائد اللواء السادس صواريخ "إسكود".
- قائد مجموعة ألوية الصواريخ للجمهورية اليمنية.
📚 مؤلفاته العسكرية:
- ألّف كتبًا عسكرية مهمة أبرزها كتاب حول الصواريخ الموجهة بنظام GPS، والذي أصبح مرجعًا تدريسيًا في التعليم العسكري.
🛰️ دوره الحالي: هندسة الصواريخ الحوثية
في الوقت الحالي، يشغل العاطفي منصب المسؤول الأول عن تطوير ترسانة الصواريخ التابعة للحوثيين، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية، مستفيدًا من الخبرات والدعم التقني الإيراني.
ورغم كونه من خارج "السلالة الحوثية"، إلا أن العاطفي يُعد الشخص الوحيد من خارج الجماعة الذي يمتلك نفوذًا مباشرًا داخل ملف التصنيع العسكري، ما يعكس قيمته الاستراتيجية الكبيرة لدى الجماعة.