انتصار الريال

انتصار الريال
المؤلف A
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

بقلم /محمد الوشلي 



انسوا انشيلوتي الآن  ، انسوا المباراة كحدث منفصل ، بل يجب أن نعاملها  ضمن خط من الأحداث في السنوات الأخيرة وحتى تلك القديمة. 

 هذا الأمر ما كان لينطبق على انتصار الريال على باريس ، انتصار باريس يمكن وضعه في إطار صغير كحدث محكوم بظروف خاصة . كان ضحكة عالية ، لكن يجب أن لا ينسى الريال  أن البيت الذي صدرت منه هذه الضحكة ، بيت يحترق ، ومنذ سنوات 

هذا هو الأمر ببساطة .

 يدور حول بيريز من جانب ، سياساته المالية الخاصة 

إنما الجانب العميق  الذي لا ينتبه له الكثير ، هو  الريال الذي لا أسلوب له . 

خطوة خطوة  ..

من أين بدأت القصة .. من برشلونة كفكرة . نعم ..برشلونة معضلة من نوع مختلف للريال .

غريمان تاريخيان ..

 العداوة الكبيرة بين الريال و برشلونه ، جعل من الريال تاريخيا الفريق الغير أسلوبي .

أبسطها يا جماعة ...

 إن محاولة تعميم برشلونه لأسلوبه على الكرة الإسبانية في الثلاثين السنة الأخيرة،  وهو شيء واضح ألقى بظلاله على المنتخب الاسباني أيضا . هذا التعميم ..العلمنة الكاتلونية ..ستلقى ولا بد رفض الغرماء الكبار  ..الريال ..اتلتيكو مدريد ..اتلتيكو بيلباو . 

يصبح اسلوب الفرق المقاومة هو أسلوب المدرب ، المؤقت ، اتلتيكو هو سيميوني ثم سيتغير حين يأتي غير سيميوني  .

الريال بشكل أكثر تعصبا

 ، أسلوبه هو الا اسلوب ، هو كل مدرب جديد ، يوما سنلعب كالألمان ،  ويوما نحن مورينيو نفسه . 

كيف أن هذه مشكلة يا رجل  ؟

إنها المشكلة التي لا حل لها ..لقد جعلت الريال أبا بدون أطفال .

لا أسلوبيتك ..أن لا  يكون لديك سياسات فنية موحدة في الأكاديمية تحترم اسلوبا موحدا ، هذا يعني أنك  لن تركز على نمط معين في الاستقطابات  ، لن تقوم بتدجين عشرات اللاعبين الصغار وفق هذه السياسات ،  ستقوم بالحصول على لاعبين وفق آلاف الصيغ ،  لا تعرف هل سيخدمونك أم لا ، عبر الأكاديمية أو عبر الكشافين الذين ياتون بمواهب جاهزة .

تقول المدرب القادم سيحدد .

 ثم بووووم . الريال يتخلص من الكثير من اللاعبين الشباب الذين يذهبون  ويتألقون في أندية أخرى .

أوه ..اوديجارد لا يناسبني ..أيسكو لا يناسبني . ثم قد يأتي مدرب يقول لا أحب الكرة المباشرة كثيرا ، سأتخلص من اللاعبين الغير مناسبين لكرة القدم الخاصة بي والداخل أقل من الخارج . تم تفريغ الفريق دون إدراك ، وصمد اللاعبون الأيقونيون فقط ، حتى صاروا عجزة ، والشبان القلة الباقية في الدكة جاؤوا بدون سياسة واضحة ، فتجد أن أنشيلوتي غير مهتم بكامفينجا مثلا أو المهاجم يوفيتش لأنهم جاؤوا في زمن مدرب آخر . 

إنها متاهة .

في السابق كان الحل البيريزي هو نظام الضربة ، شراء عدة نجوم كبار بعد التقشف المالي لفترة ، اربعة اسماء أو خمسة ، فترة ذهبية سنتين أو ثلاث ببطولات عظيمة ،  ثم الدخول في النفق مجددا .

في المقابل ، برشلونة ليس كذلك ، هل قامت إداراته بمجموعة اخطاء في السنوات القليلة الماضية؟  نعم . إنما اغلبها تتعلق بالإدارة المالية السيئة واختيار صفقات تفاوتت بين عدم المناسبة وهي صفقة أو اثنتين ، اما المشكلة الأوضح كانت تلك الفوضى التي أدخلت لاعبين ممتازين ومناسبين  إلى وضع غير مفهوم فنيا ، ثم لاحقا أدخلتهم المستشفيات مشرخي الأقدام والظهور .

إنما ، حين تنغلق الأمور ، عد لطرقك القديمة، فقط في برشلونة . أتى اكزافي ، استعاد النسخة الأسلوبية للنادي من داخل سيرفرات الذهنية الكتالونية . 

ثم وجد شبابا متمرسين على هذا الأسلوب ، تم استنساخهم داخل الأكاديمية من نماذج فنية من تاريخ النادي . بيدري ..أوه لعله أنييستا . جافي ..لماذا يتحرك مثل كرويف  ..نيكو جونزاليس يبدو بوسكيتس صغير ، فاتي .. غارسيا  ..إلى آخر ذلك . هاهو برشلونه بمستقبل أوضح من الريال لأنه يستطيع دائما العودة لهذه المنطقة الآمنة .

الريال الآن محطم في الخطوط الثلاثة ، سيرحل مودريتش وكروز وبن زيما ، نهاية عصر ، بقية الاسماء لا ترتقي لتمثل نادي غرناطة ، هي قوات طوارئ حتى يتصرف بيريز مجددا ، بطريقته القديمة.

سيختطف امبابي ، لكنه يحتاج أيضا لخط وسط جديد ، ربما ينتظر المدرب الجديد ليحدد ما يناسبه ، سيحتاج أيضا خط دفاع . لكن الأمور اختلفت عن السابق ، الأسعار مرتفعة ، الانجليز اغنياء ، وكي تأتي ب١١ لاعب من المستوى الرفيع ، قد تحتاج يا بيريز لبيع النادي نفسه .

الريال في مأزق ، منذ سنوات ولن يغير ذلك بعض النتائج الجيدة . ربما لذلك بيريز هرب لمشروعه الأوروبي الأمريكي لتحطيم عالم الكرة الأوروبية الحالي ، حيث البايرن الذي يأكل نجوم الدوري الألماني مثل الكعك . والإنجليز حيث هناك قد يستطيع فريق مثل نيوكاسل شراء لاعبين بمئتين مليون يورو كي يتجنب الهبوط فقط . 

إنما برشلونة ليس مضطرا لهذه الحيرة والتوهان كما هو الريال ، فلديه عاداته القديمه ، اسلوب ومعامل مجنونة لإنتاج الماسات المناسبة لهذا الأسلوب .

اليوم لم يخسر أنشيلوتي ولم يفز اكزافي .

بل انتصرت مؤسسة برشلونة على مؤسسة الريال . كرة برشلونة التي يتذكرها على كرة الريال التي بدون ذاكرة .

كان انتصارا  لبيدري الذي لايصلح إلا لبرشلونه وصنع خصيصا لبرشلونة ، على فينسيوس الذي قد يصلح للريال وللهلال السعودي ولتعاون بعدان إذا درب هذه الثلاث الفرق نفس المدرب.

.......

.........

أخيرا ..بعيدا عن دور المحلل والهلس هذا كله .

الان دور المشجع..ابرد قلبي ..

مكنونا الرياليين با نبز الدوري حتى لو خسرنا ..يا ابني على المباراة حق اليوم ايش ينفع تلبس التاج وقد طايرنا راااااسك .

تعليقات

عدد التعليقات : 0