لا تتورط في حب فتاة جامعية

 لا تتورط في حب فتاة جامعية
المؤلف A
تاريخ النشر
آخر تحديث

 بقلم محمد نبراس العميسي



 لا تتورط في حب فتاة جامعية على الإطلاق،

 لا تفكر أنك تتقرب منها بتاتًا، عاملها بعقلانية بحتة وجدّية، تمامًا كما تعامل زميلك في الواجب إذا كنتما زميلين في الخدمة العسكرية.

الجامعيات اليمنيات على وجه الخصوص يتعاظمن في عين أنفسهن، تتضخم عندهن الأنا ويظنين أن الناس ينظروا إليهن على أنهن معجزات وخوارق. فيما الحقيقة الغائبة عنهن، والتى نسج الوهم حولها خيوطه تجانب ذلك تمامًا. الناس ينظروا إليهن على أنهن تراث قديم، عملة صعبة فقدت قيمتها بمرور الوقت، ذهب خبأ لمعانه، ووردة ذبلت تحت قواصف الزمن وعادياته.


بالطبع، هن لا ينظرن إلى هذه الحقيقة ويواصلن النظر من خلف الزجاج العاكس، تحاور الواحدة نفسها بالسر: مادمت أدرس جامعة فأنا رقم صحيح في المجتمع..مادمت جامعية فأنا ورقة رابحة..حقي الشهادة تمنحني فرادة وإختلاف. يغرقن بالنوم في هذه الهلوسات ولا يستيقظن إلا على واقع جديد، واقع يصدمهن ويرتطم بكبرياءهن ويفتته. الزمن كما يقال عدو النساء؛ غير أنه شديد العداوة ويفجر في خصومته مع الفتاة الجامعية اليمنية، يُملئ عليها أحلامه ويصدمها بعد تواري السنين بحقائقه المرعبة، تتذكر قولها مادمت جامعية فأنا ورقة رابحة فيغزوها الندم، ترى شهادتها الجامعية تكدّست بين الأوراق على رف الإنتظار والإهمال فتزدرد الخيبة، أحلامها الوردية صعدت إلى الفضاء وانهالت عليها حسرات.


اليمنيات اللواتي يدرسن في الجامعة والملتحقات بالسجل الأكاديمي، بعضهن إن لم يكن كلهن، وبحسب مصادر موثوق بها منهن وشهائد حيّة أعترفن بها المتصالحات مع أنفسهن، أنهن يدرسن من أجل الهروب والتنصل من أعباء البيت، يجدن روتين البيت خانق فيذهبن إلى الجامعة للتنفيس والتسرية عن الذات المأزومة، يستيقظن متأخرات؛ كي لا يطبخن وجبة الإفطار، يتناولن طعام الإفطار في كفتيريا الجامعة؛ كي لا يغسلن أواني الطبخ والطعام بعد إنتهاء الأكل منها. 

يتركن شعر أخواتهن الصغار منكوش غير مصفف في جدائل، المطبخ أوانيه متناثرة؛ صحن هنا وطاسة هناك، أبريق الشاي منفصل عن غطاءه، مقادير السكر والبهارات والتوابل مكشوفة، أسطوانة الغاز مفتوحة بعد الإستخدام تتنفس. 


كسلات يتركن الإلتزامات المنزلية عبء ثقيل يكسر ظهر الأم ويذهبن الجامعة، في الجامعة يتأخرن عن الرجوع إلى المنزل؛ ليس لأن هناك محاضرة ما، بل هروب من عدم تجهيز وجبة الغداء، يصلن إلى البيت قرابة العصر ويختلقن لهن تبريرات توضح تأخرهن، تارة يقلن تأخرنا ندرس وتارة يقلن الباص العمومي انفجر إطاره في الطريق..كل ذلك التحايل من أجل الهروب من غسيل أواني طعام الغداء بعد الإنتهاء من أكلها.


حياتي مدنيّة ولم اتكيف مع العسكرية ولم أشعر معها بالإرتياح، تعسكرت في البداية من أجل الدفاع عن المصير والحياة ولما رأيت غيري تكفل بالمهمة بالنيابة عني انسحبت إلى المدنية ثانية، كنت أرتدي بنطول أو ثوب وأشتم الميري العسكري، أكره كل ما يتصل بالحياة العسكرية بصلة ولذلك أنا مدني صرف. دخلت إلى الجامعة أحسبها حياة أكاديمية راقية فإذا أجد نفسي وسط معسكر كبير، حرم الجامعة ميدان تدريب، القاعات عنابر للجيش، والطالبات الجامعيات عبارة عن عساكر مع مستوى رفيع من التهذيب، وحدهن بنات المدارس من يستحقين أن نقول عنهم ورود يبرعمن ورود ويجملن الصباحات. 


هذا الكلام ليس تجني عليهن أو انتقاص من قدرهن كتبته من باب التحامل، لا أظن أنّني متحامل على واحدة منهن ولدي علاقات مع شريحة واسعة من الجامعيات ويجمعني بهن حس أخوي مشترك وأحترام متبادل وصداقة ناضجة. رأيتها فكرة تستحق النقاش وظاهرة مركزية التحدث عنها ودراستها فرض عين على كلّ المجتمع مما يجعلهن_أيُّ  البنات الجامعيات_ أكثر مرونة ومبادرة، ومما يسهم في تهدئة غرورهن الزائف وكذبتهن الكبيرة: أننا جامعيات مع عبارة فوقية وزفرة هواء حار. 


المجد لبنات المعاهد والأكاديميات والمدارس.

تعليقات

عدد التعليقات : 1
  • د / مع سبق الاصرار والترصد25 أبريل 2022 في 11:07 ص

    يمكن هذا منطق البعض أنا جامعية ولدي عائلة وبيتي واولادي لهم الأولوية والغرور والفوقية التي تتحدث عنها من صنع خيالك فقط، لا تعمم فكثير من الجامعيات ربات بيوت من الطراز العالي 😂

    إضافة ردحذف التعليق

    » ردود هذا التعليق