قبل المغرب في بوفية الحليب المفور.
بقلم /محمد الوشلي
بحضور بعض الشباب ..
قلت لهم اليوم ٢١ ٩ ٢١ ..الا تلاحظون شيئا ..إنها ثورة من قدام وورا .فضحكوا .وكان فيهم مشرف .هي نكتة ساذجة . لايهم.
قلت لهم اذا ذهبت أنا إلى مأرب وقطعت جواز ..ووصلت جيوش الجماعة للحدود ..سأخبرهم ارجعوا خلاص قطعت جواز ..ضحكوا ومنهم قائد منافقين يعمل صديق للمشرف . نكتة سخيفة أخرى .
قلت لهم أحاديثا كثيرة .قبل المغرب .ولكن أنا لست مهتما ..أنا احاول البقاء خارج المدينة .
ماهذا الشهر .أيضا قلت لهم ..ماهذا الشهر .. إن على جماعة ٢٦ سبتمبر أن لا يبالغوا كثيرا ..كل ما حدث هو أن الجماعة اخذوا الخمس ..فأصبح ٢١ سبتمبر .فضحك قائد تنظيم الضباط الأحرار .
ثم جائتني رسالة تهديد من شخص اسمه GOV ..العديد من الرسائل ..واحدة تقول من ليس مع الثورة ليس مع الوطن .الثورات لا تهدد يا رجل .ثم من تهددون يا قوم .
..
أنا سأكتب ..
لأن حاجتي إلى اللغة أكثر سيطرة علي من احترامي للخوف .الشخص الوحيد لا يخاف .ثم ماهذا الهوس بالبرشورات ..الهوس بالرسائل ..هل تبيعون الثورة ..هل هي منتج ..هل توزعونها على الاطباء وكأنها علاجات هلوسة ..أم أدوية تخدير .هل أنتم خائفون .مني .أم من المنافسة .هل هي سوق .هل نحن في زمن الثورات السوقية. تستيقظ في الساعة السادسة صباحا لبيع مالديها من أفكار ..نسختها من التاريخ ..محصولها من السلاح والدم ..ومفهومها عن الحتمية. معيارها الإلزامي .حيث البقية خونة .الخونة لا وجود لهم .هم يظهرون حين يقودهم آخرون بلجام الإلزامية ..لا يوجد خونة ..لكن بدونهم كيف لك أن تروج لنفسك أنك الوطني الوحيد .يجب عليك صناعة خونة إن بحثت ولم تجد واحدا.
أنا معكم ..الرسائل مهمة .
لكن أنا ..ترسلون لي رسالة ..من شخص أسمه Gov ..هل أنتم معاتيه .الا تعرفون من أنا .إلا إذا كانت الرسالة هي لاتباعكم ومحبيكم .لكن هل تحتاجون لتذكيرهم ..لتهديدهم ..هل تخاف الأم من ابناءها .وهل يظلون ابناءها .وهل كانوا الابناء إذا ..أم هي تمثيلية لعينة.
أما أنا ..هذه الرسالة لا قيمة لها .يمكنكم تجربة رسائل الكريمي. ومع هذه أيضا ..فسأظل زبونا فاشلا ..لا أملك سنتا لشراء ماء ..ولا عيونا أقايضها بمشهد حر وسعيد .ولا هدف لتجعلني ضمن فريقك أو أي فريق .
أنا الأقلية القذرة..الأقلية الحقيقية ..الأقلية الأعظم خسارة وفداحة ..أقلية الفرد ..وفي مكان مثل هذا ..أن تكون فردا ..هذا طريقة لقول أنك وحيد بطريقة لم يسبق لها مثيل .
لا تخسروا الأموال لإرسال كل هذه الرسائل ..أنا رجل وحيد ،أقلية ، أنا أناني ، وفخور ، الرجل الوحيد هو أناني وفخور . لا أصلح أن أكون شريكا لتدليك قوة سلطة أو غرور جماعة .ربما أن الجماعات تقاتل بعضها ، لكن لا تخاف من بعضها ، لأنها تقوم على نفس القوانين المؤقتة ..هل تخافون الأفراد ..لأنهم غير متوقعين ولا يمكن السيطرة عليهم.
هل تعتبرون ثورتكم ناجحة ..وهل يمكن اعتبار أي ثورة ناجحة دون أن تستطيع محو آثار قيامها .
لا تغرنكم الحشود العظيمة ..فوسط كل حشد عظيم ..هناك دائما امرأة تبكي .
هذه البروباجندا والأضواء التي تعلقها الثورات على أعصابنا ..أليست مدعاة للتساؤل . الا يحتاج المرء إلى الظلام والهدوء ليرى السماء ..أليس نورا مزيفا مثل هذا يحول دون رؤية الحقيقة.
أنتم كثر جدا .وأنا وحيد .لكن يمكن للوحدة أن تعيد تشكيل حياتي مثل نهر يقطع عن البحر .
لكن ما الذي سوف يعيد تشكيل حياتكم .وأنتم تتصلون بكل البحار القذرة.
تظنون أن ما قمتم به معجزة .لكن المعجزات إذا جاءت متأخرة ..يكون قد فات الآوان .المعجزات تحتاج لجهل من نوع ما .المعرفة هو فوات أوان لأي معجزة كانت .
والمشكلة أنكم تراهنون على المعجزات ..وكأنكم تحكمون بلدة في مسلسل أنيميشن .
أنا سعيد لكم ..ولكن ليس بكم ..
أتمنى يوما أن يعود أطفال هذه البلد للضحك بانفتاح مثل كوب يراق .
انتم تعتبرون أن الجنة هي الورقة الرابحة ..
جميعنا نعتبرها كذلك ..
اتعرفون لماذا جميعا نريد الجنة ..؟
لأنها تبدو كقارة ، كأرض موعودة فعلا ، وكل ما فقدناه من بشر وايام ورغبات وغراميات وكراهيات وآلام ونكت جميعها تنتظرنا هناك ، ويوما ما يجب أن نلحق بها .
...
أتمنى أن تكون رسالتي لطيفة قليلا ..
لا أريد أن أسجن الآن ..
أنا محطم وما احتكيت بشيء بعد . فمي مدمى وما عضضت شيئا بعد .أظافري مدماة وما اقتلعت شيئا بعد .
إذا جاء وقت واحتكيت ..وعضضت ..واقتلعت ..عشت حياتي .
سأطلب منكم أن تذهبوا بي للزنازنة ..
لأن وظيفة الزنازنة الأعظم هي جعلك تتذكر حياتك بفخر .
لكن حتى الآن..
لم امتلك فرصة الحصول على حياة استطيع تذكرها ..في الزنزانة ..في الجنة أو في الجحيم .
.